قل هو نبأٌ عظيم
إنَّ الحمدَ لله تعالى نحمده ونستعينُ به ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرورِ أنفسنا وسيئاتِ أعمالِنا من يهدى اللهُ تعالى فلا مضلَّ له ومن يضلل فلا هادى له وأشهد أنَّ لا إله إلا الله وحدهُ لا شريك له وأشهدُ أنَّ محمداً عبدُه ورسوله.
أما بعــــــدِ
فإن أصدق الحديثِ كتاب الله تعالي وأحسنَ الهدي هدي محمدٍ صلي الله عليه وآله وسلم ، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها وكلَّ محدَثةٍ بدعه وكلَّ بدعةٍ ضلالة وكلَّ ضلالةٍ في النار ، اللهم صلى على محمدٍ وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنَّك حميدٌ مجيد ، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنَّك حميدٌ مجيد
_____________________________________
درسنا هذا المساء بعنوان ( قل هو نبأ عظيم ) ، وأتعرض فيه لشرح حديث صحيح رواه الإمام أحمد والنسائي وبن أبي شيبة وغيرهم ، وصححه الإمام بن حبان في صحيحه من حديث ْ سَبْرَةَ بْنِ أَبِي الفَاكِهٍ قَالَ: قال رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " إِنَّ الشَّيْطَانَ قَعَدَ لِابْنِ آدَمَ بِأَطْرُقِهِ ، فَقَعَدَ لَهُ بِطَرِيقِ الْإِسْلَامِ ، فَقَالَ لَهُ: أَتُسْلِمُ وَتَذَرُ دِينَكَ ، وَدِينَ آبَائِكَ ، وَآبَاءِ أَبِيكَ ؟ فَعَصَاهُ ، فَأَسْلَمَ، فقَعَدَ لَهُ بِطَرِيقِ الْهِجْرَةِ ، فَقَالَ له: أَتُهَاجِرُ وَتَذَرُ أَرْضَكَ ، وَسَمَاءَكَ ؟ وَإِنَّمَا مَثَلُ الْمُهَاجِرِ كَمَثَلِ الْفَرَسِ فِي الطِّوَلِ ، فَعَصَاهُ فَهَاجَرَ ، فقَعَدَ لَهُ بِطَرِيقِ الْجِهَادِ ، فَقَالَ له: أتجاهد ؟ وإنما الجهادَ جَهْدُ النَّفْسِ ، فَتُقْتَلُ ، وتُنْكَحُ امَرْأَتكُ، وَيُقَسَّمُ مَالُك ، فَعَصَاهُ فَجَاهَدَ ، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ ، كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ ، وإن قُتِلَ كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ وَإِنْ غَرِقَ كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ ، أَوْ وَقَصَتْهُ دَابَّتهُ كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ " .
أظهر عداوة في العالم هي عداوة الشيطان.
هذا الحديث كما عنونت له
قل هو نبأ عظيم أنتم عنه معرضون ) لأن أظهر عداوة في العالم هي عداوة الشيطان ، وقد وصفها الله- سبحانه وتعالي- في القرءان بأنها عداوةٌ بينة ، فقال تعالي:﴿ إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ ﴾(القصص:5) وكان الشيطان للإنسان عدوًا مبينًا ، وقال تعالي:﴿ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلا﴾(الكهف:50) ، وقال لأبينا أدم – عليه السلام-:﴿ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ ﴾(طه:117)
عداوة الشيطان بيِّنة.
فعداوته بينه ، ومع ذلك فترى أكثر أهل الأرض قد وضعوا أيديهم في يده ويتورط كثير من المسلمين أيضًا في هذا المسلك ، مع أن عداوته بينه وليست بينةً فقط وشديدةٌ أيضًا .
الدليل علي عداوة الشيطان.